✍🏻/عفاف فيصل صالح.
يا لعنة الله على هذا الواقع المُخزي ويا للمهانة والانكسار الذي يتكرر أمام أعيننا! بكل قهر وغضب، نرى الإحتلال الإسرائيلي يعبر الحدود إلى أراضي سوريا، ليقيموا مستوطنة جديدة باسم نفي... ياهاشان.. وكأنهم يخوضون غزوة مهيبة، وليس مجرد غزاة مغتصبين أرض وسالبين حقوق
أيُّ ضعف هذا، وأيُّ خنوع أعمى يجعلنا نرى هؤلاء المحتلين يتقدمون بأمان واطمئنان، ببثّ الكبرياء والاعتداء على مقدساتنا، وأنتم نقفون مكتوفي الأيدي، عاجزين عن أن ترفعوا أصواتكم ، أو حتى أن تردوا عليهم بحزم؟ أين أولئك الذين يُسمّون أنفسهم محرري الشام، وساكنيها، وسدنة فكرها وخطبها وفصاحتها؟ أين ضجيجهم، وحناجرهم التي كان من المفترض أن تتصاعد وتصرخ في وجه المحتل، تفضح وتنقض على خُدعهم وتخديرهم؟!
لماذا تدس أنوفها في التراب، وتخضع، وتسمح لهذا العدو أن يهلّ على أراضينا، ويعبث بمقدرات بلدنا؟ لماذا لا نسمع صرخات قادة الأمة، أو حتى نسمع صوت إستنكار واحدٍ يُشبع الإسرائيليين وطأةً واحتقارًا؟!
يكفي خنوعًا، وكفى استسلامًا! لقد دفعتوا ثمن المواقف الضعيفة، وأعطيتوا العدو فرصة ليعبث بأمن وأرض العرب وهو يضحك في سرّه، وهو يرى ضعفكم وشتاتكم يا لها من خيانة عظمى أن يُسمح للمحتلين المحتقرين بأن يعبثوا ويتغولوا، وأنتم تتفرجون بصمت،
يا أمتنا الإسلامية، متى ستصحو وتتحد؟ متى ستنقض على هذه الحالة الرهيبة من التردد والخنوع؟ لأن السكوت أمام هذا الاحتلال هو مشاركة في المعركة، وهو إقرار بالهزيمة. لن نطأطئ رأسنا بعد اليوم، ولن نسمح لعدونا أن يعبث بأراضينا العربية وأن يدفن خيبتنا، وأماننا، وكرامتنا في التراب!
حان وقت الصراحة، وقت الثورة، وقت أن نرفع أصواتنا قوية لا تلين، نفضح المحتل، ونرهب المعتدين، ونستعيد كرامتنا التي اغتصبوها بجبروتهم وانحطاطهم. على الشعوب أن تصحى، وأن تنتفض وقفصة، فالعزة والكرامة ليست بالسكوت، بل بالشجاعة، والقتال، والوقوف في مواجهة الظلم، حتى نثبت للعالم أن سوريا و كل البلدان العربية و الاسلامية ليست حكرًا على الاحتلال، وأن قرار التحرر بيدنا، لا بأيدي من يعبثون بمصير الأوطان خلف ستائر التخاذل والأمان الزائف!